أحبها يا رأفت



 

- أنا اعتذر لها يارأفت يوميا !! ولكنها مثل قطعة الثلج لا تحرك ساكنا ، فقط قطرات بارده تذوب منها فلا تروي عصفورا .

 

- إذن فلترحل يا سمير !! فقد مضي وقت الرجوع ،  إن روحها  ياولدي لا تستطيع تحمل طقسك المتقلب ، فهذه القصة إنتهت قبل أن تبدأ .

 

- أنا لا أعتذر لها بسبب طقسي المتقلب فهذه حقيقتي ، ولكن بسبب إني سيء بالحب ، وبالرغم من ذلك فقد أحببتها بكل ما أملك من سوء ، و كنت أعتقد إنها ستري السوء بداخلي وتحوله لسكون بجمال روحها ،، أنت لا تفهم ما اقصد يارأفت..

 

- ههه لا أفهم !! ، يالك من سيء و مسكين يا سمير، انها ليست والدتك يافتي فتعتقد أن شعورها سيدوم ، قال لي جدك قبل أن أتزوج والدتك : إن قلوب النساء مثل الأشجار أو الشواطيء ، كلاهما يجذب العشاق، فالاشجار تدبل و تزهر، وتظل أغصانها تجابه كل أنواع الطقس ، أما الشواطيء ياولدي فرمالها تتغير مع أمواج الشتاء، فأي منهما هي تكون ؟

 

- لا أعلم يارأفت فلم أمعن النظر كثيرا ، فقط رأيت منها شعاعا مضيئا أعمي قلبي ، فلا أجزم انها أغصان مزهره من ضوء الشمس ، أم أمواج عاتيه حجبت السحاب، فقط ما أدركه أنها تتلألأ مثل قطرات الندي عندما أنظر اليها ، و صوتها يا رأفت كالعصافير وقت الشروق .. لا لا!! إنه مثل الأمواج الهادئه ، لا إنتظر إنه مثل موسيقي هادئة تريح أعصابي ... حقيقة لا أدري !!


- كبرت يا سمير وأصبحت تقول شعرا ، و طالما إنك لا تدري ياولدي ، فلنكمل حديثنا في وقت آخر، لان تلك الحيرة التى تملأك هي من تغرق الكثير في بحار الهم ظنا منهم بأنهم وجدوا شجرة مزهرة .. فلتهدأ أمواجك يا سمير ، واترك الأمر كما هوعليه ، فأختك دلال تريدني في موضوع هام.

 

- كيف أتركه يا رأفت و أنا لم أسترح !! ولم تنصحني كيف أدرك حقيقتها ؟ و قد عودتني منذ الصغر الا ننهي نقاشنا قط الا بالاتفاق ، أعذرني فأنا لا أعلم ماذا تعني بأترك الامر !! ، أتقصد أن أرحل بكل ببساطه ؟؟؟.

 

- ياسمير ياصديقي أنت رجل الآن وتعلم أن كل الرجال مزاجهم متغير والمرأة الحقة هي من تستطيع  مجاراته بدون ضجر حتي تغير مناخه ، أما معني ترك الأمر يا سمير ، فالشتاء قارب على الانتهاء ، فإن أزهرت ياولدي ناحيتك فقد شعرت بطقسك و ستحب كل فصولك أما وإن تغيرت رمالها مع موجة ضعيفة في بداية شتاء الحياة ، فإن القصة إنتهت قبل أن تبدأ كما قلت لك في البداية.

  

- شكرا لك يأرأفت لقد فهمت قصدك جيدا ، واعذرني على مجادلتي ، فقط هي الحيرة تتملكني من برودتها المؤلمة .


- لا عليك يا سمير وتذكر جيدا إن الحياة صعبة جدا ، لا تترك غنيا او فقيرا ، جاهلا أو عالما ، الا وعصفته كما تعصف الرياح الغبار، وأنت ياولدي تحتاج وتدا ثابتا معك وليس رمالا تتبعثر مع أول عاصفه.


 - حتما سأتذكر يا صديقي ، احبك يا ابي ، سأخبر دلال إننا انتهينا ، تصبح على خير.


من رواية الاب الصديق ، الجزء الرابع – احبها يا رأفت

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشاق المترو

المشاعر ونظرية التطور