الفصل الاول: فتحي و الحياة الذكية

 

تدق الساعه العاشرة ليلا من يوم الثلاثاء الاول لشهر يناير عام  2120م،  يستيقظ فتحي على صوتها المعتاد:

-          " استيقظ يافتحي فلديك عملا الآن "

-          اتركيني نصف ساعة أخري

-          لا، كل الأبحاث العلمية تقول انه لافائدة من اى نوم بعد ذلك

وعلي التوالي قامت بإضاءة جميع الأنوار و شغلت غلاية القهوة وصوت سخان المياه ينطفيء، علم فتحي أنه لابد ان يستيقظ والا سيكلفه ذلك الكثير ، قام متكاسلا، وضع قدميه على طرف السرير وظل يفكر في حياته الوحيده البائسة، الى متي سيستمر ذلك الروتين ؟ الى متي ستكون الحياة بلا طعم ولا هدف؟، وفجأة يسمع صوت التلفاز يعلو ببطء، قفز مسرعا وقال لها لقد استيقظت ، فخفضت الصوت و قالت له قهوتك جاهزه و المياه ساخنه وامامك ساعه كامله حتي تصل للعمل، نظر فتحي الى ركنا في السقف مستغربا من تلك المدة، فقالت له نعم انها ساعة كامله بسبب حادثه في الطريق الرئيسي و كل الخرائط البديله توضح ذلك.

علم فتحي انه يوم أسوأ من المعتاد، سحب قدميه وملء فنجانا من القهوة وأشعل سيجارته ووضع نظارته وظل يشاهد أحلام اليقظه التي يعشقها.

هو شاب متوسط الطول بسيط الملامح مهندم الملابس لا تكاد تميزه بين مجموعة من الأشخاص فهو اقل من العادي، يلبس ساعة تسلا ويضع سماعه اليكسا من أواخر القرن الواحد والعشرين هكذا كان يبدو فتحي الموظف بقسم بيانات السوق في مؤسسة أبناء هشيمة للذكاء الاصطناعي ، يعشق النوم النهاري والعمل الليلي فهو لا يريد الاختلاط بتلك الكائنات البشرية التي تضع نظارات جوجل الذكيه وتهيم على وجوهها ف الطرقات يحدثون انفسهم و يفعلون تلك الحركات الفجائية . فبعد اختراع سماعه اليكسا فائقة الذكاء في عام 2090 وتغير شكل العالم، أصبحت قراءة الأفكار و المواعيد و المشاعر مجرد ذبزبات كهرومغناطيسيه يتم ترجمتها لتنبيهات داخل السماعه. والتي يعيش معها فتحي في شقته، وتقوم بإيقاظه و تشغيل كل الاجهزه له عن بعد.

ظهرت الاف الموديلات وانتشرت سرقة الأفكار والمشاعر و شددت الحكومات على منع تداول أجهزة قراءة أفكار ومشاعر الغير ولكن الباحثين عن المال و الفضول صنعو سوقا سوداء لكل شيء.

ولكن فتحي لم يهتم بأفكار ولا مشاعر أحد، فكان رجلا خياليا و دائما مايتحدث مع اليكسا عن شكل الحياة منذ قرنا مضي ، معاملات البشر ، الحب ، الحياة الاجتماعية، كان دائما يتمني أن يعيش في عام 2020م ، فهو يعشق أغاني عمرو دياب و محمد منير و أنغام ويظن أنه الزمن المثالي للحياة الاجتماعية والعملية والعاطفية وقبل إختراع كل تلك الأشياء التي جعلت الجميع في عزلة وجعلت المشاعر والأفكار عبارة عن لوغاريتمات رياضيه.

عشر دقائق قضاها فتحي داخل نظارته الذكية كالمعتاد وهو يشاهد بعض المناظر من شكل الحياه في 2020 ثم أطفيء سيجارته وقام للاستعداد.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحبها يا رأفت

عشاق المترو

المشاعر ونظرية التطور