المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2018

الدم

التبرع بالدم ليس عمل خيري او عاطفي او حتي انساني .. الدم فى المقام الاول غذاء لا يزرع .. و ماء لا يهبط من السماء ، او تتــفجر من العيون ، او تسري ف الانهار... بل للاسف المحزن والمخزي .. مصدره الوحيد والمتحكم به هو (الانسان) .. المريض سواء غني أو فقير مسلم او مسيحي. التبرع له لا يصح أن يطلبه كما يتحدث الجميع عن مد اليد .. ولكن يجب ان يتواجد فى كل بنوك الدم بوفرة لدرجة تجبر اى مريض الا يفكر اساسا فى الدم .. وليس تركه ليصل الى شراءه بالمال .. او مجابهة الموت منتظرا .. التبرع فى حد ذاته يقلل من امراض القلب والسرطان نتيجة تقليل نسبة الحديد الزائدة فى الجسم و وحرق السعرات الحرارية وتقليل الوزن وخلق خلايا دموية جديدة و قبل ذلك ينساب الدم القديم الثخين الذي تبقي بحرية وسهولة أكبر ... بالاضافه للحافز النفسي وانقاذ الحيوات ... بنوك الدم تعمل طوال الوقت بدون اجازات او حتي توقف فى اغلب المستشفيات وفى كل المحافظات وبعض الجمعيات الخيرية تقوم بعمل حملات تبرع شهريا.. الاطباء الافاضل سيرفضون تبرعك تماما اذا كنت غير سليم .. تستطيع التبرع لاي إنسان ، فبالتأكيد سينقذ دمك مريضا لا تعرفه .. و اذا ارد...

الضحيه

فى الشتاء الماضي .. ذهبت فى يوم متأخرا للعمل نصف ساعه ... ركبت الميني باص و جلست خلف السائق ...وشارع الهرم لا يتحرك .. ويدخل ذلك الطفل الضحية الذين يسمونه متشرد .. بنطلونه الممزق المتسخ بجميع انواع الزيوت والطين و البقع الغير قابلة للإزالة ... يلبس تي شيرت شتوي لا يختلف عن بنطاله ... دخل ينظر نظرة لم استطيع تحليلها حتى الان بعد مرور مايقرب من عام ...لم يمد يده لأحد .. لا يتسول ... كان يترنح بمعني الكلمة ... كلما مر بكرسي ابتعد الجالس من مكانه خوفا ان يلمسه هذا الطفل المقزز . . لدرجة أن شابا اعتقد انه فى الثلاثين كان يقف فى منتصف الباص افسح له الطريق وصدم سيدة جالسة حتى لا يلمسه ... بعد بضع ثواني من اقذر نظرات الأشمئزاز من الراكبين والطفل يحوم ف الداخل ... طرده رجل فى الخلف بحده... عاد الطفل من منتصف الطريق وجلس على سلالم الباب بنظرة حسرة وخيبة وذل وخضوع وبؤس وشقاء ورفض ... صرخ به السائق مرتين و الطفل لا يحرك ساكنا .. هل كان متعاطي لمخدر ما او لم ينم منذ ايام ام يموت جوعا ... لأاعلم .. سألته ببساطه انت رايح فين يا عسل؟ .. لم يرد على .. ولكن التفت وفى عينيه نظرة مليئة بالدموع ثم استند ...

أزهار

تلك الطفلة البريئة التى لا تتعدي السبع سنوات .. رأيتها منذ عام ونصف فى المترو .. طولها لايتعدي المتر الواحد .. جميلة والبراءة تملأ وجهها .. تلبس عباءة متسخة وقصيرة .. حذاء بلاستيكي لا يتعدي ثمنه جنيهات قليلة .. تلبس حجابها برغم حرارة الجو.. نشيطة متفاؤلة تعرف هدفها ... تربط على منتصف جسدها النحيف شنطة صغيرة تضع فيه تجارتها ... مرت مسرعه وبكل دقة ونظام تضع على قدم كل شخص جالس قطعة من الحلوي ... صغر سنها مع سرعتها ونظامها وبدون كلمة واحده يدل على شيء لم تعتاده عيني  ... انهت عملها ثم جاءت لتستريح بجواري .. تحدثنا فيما يقرب من الثلاث دقائق ... لن أنساهم .. تقول لى أن امها فى المستشفي وأبيها متوفي وهي فى اولي ابتدائي وتجمع المال حتى تخرج امها من المستشفي ..هكذا قالت لها خالتها التى تتولى رعايتها هي واخوها ابراهيم ... نظرت الى يدها وهي تحمل المال .. وعيني كلها خجل من جرائتها .. ابتسمت وقالت بص معايا 9 جنيه وحكملهم 20 قبل ماروح ... تلك الثلاث دقائق غيرو اشياء كثيرة بداخلى ... أزهاااار ... تلك الطفلة التى من المفترض انها طفلة .. أصبحت الان شيخة وتحمل الهموم .. تنظر الى كل من فى المترو ع...

الفيس بوك

  الفيس بوك هو ممثل عنك فى العالم الافتراضي .. والغرض منه التواصل الأجتماعي والتواصل الفكري والمعرفي عبر نشر الأفكار والتجارب والانشطة المهمه .. ولا يعتبر نافذه لأشهار مظهرنا الجميل او تديننا الظاهري أمام الجميع أومشاركة حياتنا بأدق تفاصيلها كل لحظة.. وليس الغرض منه النفاق او الكذب لنيل شهره زائفه او الحب و الاعجاب ..  وليست وظيفتك ان تكون محلل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي .. فكن مفيدا بعلمك وخبراتك قدر استطاعتك ولا تكن ثرثارا . اكتب كيفما تشاء ولكن خذ فى اعتبارك اننا نري ضحالة ماتكتبه ..

المتاجره باسم الفقراء

الكثير يكتب ويحلل و ويتاجر و يصيح بإسم الفقراء ومع ذلك يزدادو فقرا .. هم يحتاجون يدا تعطيهم أو تساعدهم أو تووجههم وليس ثرثرة فى فضاء الكتروني لا يسمن ولا يغني من جوع

خوخه المترو

البارحه ركبت المترو الساعه التاسعه مساءا لمقابلة صديق على احدي كافيهات وسط البلد ..و بمجرد دخولي كانت العربه نصف ممتلئه والكثير من الكراسي الفارغه و لحسن حظى كان المترو المكيف الحديث ..  وجدت طفله صغيره نائمه على بطنها على احدي الكراسي ولكن بعد ثوانى حركت قدميها كانها تلعب ثم نظرت للخلف فرأتنى فانتفضت وغيرت لكرسي اخر وظلت تنام وتلعب بقدميها على تلك الكراسي البارده .. وكان امامى الكثير من قصص الانبياء الصغيره قد تركتهم وهي تعيش طفولتها المسروقه منها ..  ظللت اعاكسها واغمز لها  حتى لفت انتباهها جيدا .. ومرت محطة تلو الاخري ولم يعد لها مكان تلعب .. سألتها اين كتبك فظلت تبحث هنا وهناك فاشرت لها على مكانهم و ظللنا نتحدث مايقرب من عشر دقائق .. انها خديجة ذات الخمس سنوات تلبس عباءه صغيره متسخه و شبشب بلاستيكي لا يتعدي ثمنه جنيهات معدوده و تضع شنطة مطرزة بالفن النوبي على كتفها لتجمع بها مال تجارتها من القصص القصيره .. هزرنا كثيرا و تحفظ جدول الضرب و حروف الهجاء .. تقول ان ابيها ترك والدتها بمفردها و هي تعمل مع اختها شيماء و نور لتعطي امها المال الذي يأخذه اخيها محمد بدون مجهود ...

الكلب الوفي

عدت لاجازة العيد في قريتي بالصعيد .. مشيت في شوارع قري كثيرة وتذكرت فترة الطفولة .. لا اعلم تحديدا لماذا تذكرت هذا الحدث او قررت اكتبه .. ولكنى اعتقد انها من مشاهدتي حوادث القتل المفرطه للحيوانات فى الفترة الاخيرة ..   كنت امر من هذا الشارع كثيرا .. لذلك كنت اري ذاك الكلب كثير النباح الذي يقف متأهبا منذ دخولى الشارع حتي يتأكد مني وينظر الى وجهي وانا انظر في عينيه فيعود جالسا كانه يعرفني... ويخفض نباحه كاننى حدثته قولت له "انا من مش غريب " .. وكانه يرد ويقول "انى احمي هذه المنطقة واحميكم مر بسلام .. لاتقلق" .. ابتسم دائما عندما اراه .. كنت اعتقد ان بيننا علاقة تواصل من نوع شعوري .. فهو يرانى من بعيد يقترب منى ويهز ذيله بحماسه ويريد ان يلعق يدي او اصابعي وللحظ السيء كنت اعتقد ان من المسموح لى اللعب على شعر راسه فقط فارفع يدي لاصده ... اعتقد ان مشاعري تجاهه كانها جزء من مشاعرنا بالمخلوقات الاخري التي جمعنا الله بها ف هذا الكوكب الصغير .. مرت الكثير من ايام الطفولة وهذا الشعور المتبادل يزداد ذات يوم اثناء الصغر وانا امر بذلك الشارع واقترب من شارعه سمعت صو...