الضحيه
فى الشتاء الماضي .. ذهبت فى يوم متأخرا للعمل نصف ساعه ... ركبت الميني باص و جلست خلف السائق ...وشارع الهرم لا يتحرك .. ويدخل ذلك الطفل الضحية الذين يسمونه متشرد .. بنطلونه الممزق المتسخ بجميع انواع الزيوت والطين و البقع الغير قابلة للإزالة ... يلبس تي شيرت شتوي لا يختلف عن بنطاله ... دخل ينظر نظرة لم استطيع تحليلها حتى الان بعد مرور مايقرب من عام ...لم يمد يده لأحد .. لا يتسول ... كان يترنح بمعني الكلمة ... كلما مر بكرسي ابتعد الجالس من مكانه خوفا ان يلمسه هذا الطفل المقزز .. لدرجة أن شابا اعتقد انه فى الثلاثين كان يقف فى منتصف الباص افسح له الطريق وصدم سيدة جالسة حتى لا يلمسه ... بعد بضع ثواني من اقذر نظرات الأشمئزاز من الراكبين والطفل يحوم ف الداخل ... طرده رجل فى الخلف بحده... عاد الطفل من منتصف الطريق وجلس على سلالم الباب بنظرة حسرة وخيبة وذل وخضوع وبؤس وشقاء ورفض ... صرخ به السائق مرتين و الطفل لا يحرك ساكنا .. هل كان متعاطي لمخدر ما او لم ينم منذ ايام ام يموت جوعا ... لأاعلم .. سألته ببساطه انت رايح فين يا عسل؟ .. لم يرد على .. ولكن التفت وفى عينيه نظرة مليئة بالدموع ثم استند قائما كانه يحارب من اجل النهوض ونزل للشارع هائما ... و اعطاه شابا فى مثل سني نقود ...
وبدأت مأساة أخري داخل الميني باص ... الركاب المصريين الذين تقتلهم ديونهم وحياتهم ومواصلاتهم وثقافتهم ... لم يجدوا هما وحزنا اكثر .. من ان الطفل هو اشكال وسخة لا يجب ان نراها فى الصباح ... اشمئز الجميع واظهر حنقه وغضبه لهذه الكائنات .. اين الشرطة مش تحبسهم عشان نعرف نعيش؟ ... وبعصبية قلت لهم :
"انتو عارفين فيه كام طفل زي ده فى مصر فيه اكتر من مليون ... لو لقو حد يرعاههم او مؤسسة تربيهم زي مابتربو ولادكو مكنش هيبقي كده والله ... ادعوله ربنا يرحمه"
بدات المأساه الثالثة ... يباشا هتلاقيه بن زنا ... يباشا دي عيال بلطجية .. يباشا ده شمام ...
لم أجد ما أقوله .. علمت انه لا حياة لمن تنادي .. ظللت صامتا .. حتى انتهت رحلتى مع بعض المصريين العالق معهم على ارض المحروسه ..
وبدأت مأساة أخري داخل الميني باص ... الركاب المصريين الذين تقتلهم ديونهم وحياتهم ومواصلاتهم وثقافتهم ... لم يجدوا هما وحزنا اكثر .. من ان الطفل هو اشكال وسخة لا يجب ان نراها فى الصباح ... اشمئز الجميع واظهر حنقه وغضبه لهذه الكائنات .. اين الشرطة مش تحبسهم عشان نعرف نعيش؟ ... وبعصبية قلت لهم :
"انتو عارفين فيه كام طفل زي ده فى مصر فيه اكتر من مليون ... لو لقو حد يرعاههم او مؤسسة تربيهم زي مابتربو ولادكو مكنش هيبقي كده والله ... ادعوله ربنا يرحمه"
بدات المأساه الثالثة ... يباشا هتلاقيه بن زنا ... يباشا دي عيال بلطجية .. يباشا ده شمام ...
لم أجد ما أقوله .. علمت انه لا حياة لمن تنادي .. ظللت صامتا .. حتى انتهت رحلتى مع بعض المصريين العالق معهم على ارض المحروسه ..
كلنا ظالمون .. وكلنا مذنبون .. بطريقة أو باخري
كلا فى دائرته كما قال د. مصطفي محمود
كلا فى دائرته كما قال د. مصطفي محمود