العادات والتقاليد

جلست مع صديقي الأصغر سنا على قهوة شعبية بشارع الهرم و ظللنا نتحدث عن الحياة وبحورها وهمومها لما يقرب من ساعتين .. حكي لي موقف حدث مع صديقه الصعيدي المقرب ... 
كان صديقه من الطلبه المغتربين فى القاهرة ومستاجرا لوحدة سكنية .. هو من طيبين آخر الزمان .. اتصل به رجلا من قريته لينام ليلته عنده ويستريح من مشقة السفر.. وكان هذا الطالب لا يملك من المال غير 8 جنيهات وقد قرر أن يعيش بهم أسبوعا كاملا فهو يشتري يوميا بجنيها كاملا فول و خمسة أرغفة من العيش ويحمد الله على هذه النعم .. 
ولكن قدوم هذا الضيف غير مزاجه تماما  .. فهو يريد أن يكرم ضيفه وايضا حتى لا يعود الرجل لقريته ويتحدث عنه بأنه يعيش عيشة الفقراء وهو وأهله من اصحاب الانفس العزيزة ... نزل الطالب من سكنه وقد نوي الا يعود الا ومعه المال ... ذهب لقهوة شعبية باحث عن عمل ورفض صاحبها .. ذهب لمطعم فوعده بالعمل غدا واصر الطالب على العمل اليوم ولكن صاحب المطعم نهره ... أكتئب هذا الشاب فكل مايهمه هو هذا الضيف و المال .. وأثناء تجوله بأحد الشوارع وجد  الكثير من الرمال أمام عمارة حديثة ٍ.. سأل حارس العقار هل تريد عاملا يحمل تلك الرمال ... و لحسن حظه أجاب بنعم .. فظل يملأ ويحمل ويفرغ حتي انتهي من عمله وأستلم 50 جنيها ... فرح كثيرا وعاد لسكنه و نظف نفسه و غير ملابسه منتظرا ضيفه وقد أحضر مايكفيهم ...

جلست مع نفسي متعجبا .. كيف له أن يقتنع بالفول لنفسه ويعطي اللحوم لضيفه .. هل يندرج الموقف تحت الكرم الصعيدي .. أم الخوف من نظرة الرجل له .. أم خوفا من نظرة قريته له ولاهله اذا علمو الحقيقه؟؟ .. حقيقه لاأعلم 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحبها يا رأفت

عشاق المترو

المشاعر ونظرية التطور