زهرة الياسمين



منذ فترة كبيرة وانا لا أكتب شيئا .. ظنا مني بأن الكتابة أصبحت لا تمتص طاقتي السلبية بل تأخذني الى بحور واجواء تخنقني .. دائما ما أكتب عما يحزنني .. فأنساه ..
ولكن اليوم وجدت يدي تكتب بمفردها شكرا وعرفانا لصديقتي ، التى جعلتني أقرأ مجددا ، جعلتني الا أفقد الأمل فى القراءة ، الا افقد الأمل فى التعبير ..

منذ العام ويزيد النصف وانا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ولا اتفاعل معها ، لانني مللتها او لم أجد شيئا يجذبني كما كنت قديما .. جميع الاشخاص بنفس المنشورات التقليدية من مئات الصفحات والجرائد وكأنهم إنسان آلي .. يستيقظون فى الصباح يسحبون شاشة هواتفهم بأصابعهم مايقرب من النصف ساعة ثم ينشرون جميعا نفس الاخبار المتاحة يوميا بنفس التعليقات المتقاربة وكأنهم مكلفون بذلك .. لدرجة جعلتني احفظ كل شخص من منشوراته .. لماذا يتركون الفراغ الداخلى بهم يتحكم لهذه الدرجة؟؟ ..

وفى منتصف تلك الايام وجدت صديقتي تلك تكرر منشور جذبني عن فيلم الباب المفتوح .. عن حسين وليلي .. وبما انني ليس من هواة الافلام الرومانسيه العربية ، والتى أجدها بعيدة كل البعد عن الواقع الفعلى ، اخذني الدافع داخلى لاستهزأ بما تنشره وكأنها تعبث بعقول الفتيات الاخريات وتشجعهم على مشاعر مجهولة يعلم الله وحده نتيجتها .. شجعني على ذلك الجمل المنمقة المأخوذه من الرواية والتى تعيد ف الاذهان الحب المثالي والنقي كالملائكة ،، وكلنا متأكدون ان الإنسان ليس نقي وليس ملائكي ...

وفى محادثة جانبيه تحدتني بمشاهدة الفيلم ولكنى فضلت قراءة الرواية .. وبدأت بالفعل وأنهيتها فى نصف يوم .. وأشكرها من كل كياني لخوض تلك التجربة و عيش بعض هموم ومشاعر البنت المصرية.
كلما غرقت فى شخصية ليلي ضاقت بي الدنيا وجعلتني أكره المجتمع وثقافته .. جهله وفقره .. انانيته و عجرفته .. سجنه وسجانه .. حتي كرهتني شخصيا لعدم إستيعابي كل تلك المشاعر قبل ذلك .. بل وكنت فردا منهم .. متظاهرا بعدلى و استقامة تفكيري وفهمي للمرأة ..

حقيقة يا صديقتي لا أجد تعبيرا يليق بشجاعتك فى البحث عن المأمول .. وأنتي تعلمين أنه مجهول .. فلا وجود للمثالية .. ولا نري فينا الا الانانية..
لا أخفي على أحد سرا أن المرأة المصريه تحديدا  تملك جينات كليوباترا وحتشبسوت و طموحاتها لا تنتهي .. لذلك ودائما يخشاها الرجل الشرقي قليل الثقافة والثقه،  و يخاف جبروتها و قوتها وتمكنها حتى لا تمتطيه كالحيوان كما يذيعون ...

صديقتي تلك مجتهدة حالمة عامله ، تسافر يوميا مئات الكيلومترات منذ فترة الجامعة تبحث عن كيانها و نجاحها بعيدة عن أمراض المجتمع ، ضاربة بكل الكلمات حائطا خلف ظهرها .. حتى انهت درجة الدكتوراه ومازالت تبحث وتنهم .. أعانها الله ..
أحادثها أوقات تكون مثل كليوباترا قوية و ذكيه و خفيفة الظل .. واوقات أخري ضعيفة و واهنه و تكسر باللمس ... يعجبني بها قوتها و اجتهادها .. ولذلك قررت أن اكتب لكي تلك الكلمات لعلها تذكرك بنفسك و بقوتك أثناء ضعفك ..

وشكرا وعرفانا لإعادتي للقراءة مرة أخري والكتابة أيضا .. و تقديمك ليلي وحسين فى شكل تحد واضح ..
وأختتم كلامي لكي .. بأنه لا مفر من التجربة العشوائية .. فدائما التعلم يكمن فى الطريق .. كعصام و رمزي و أخيرا حسين ..
وفقك الله وجعلك قوية دائما و أبدا ..



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحبها يا رأفت

عشاق المترو

المشاعر ونظرية التطور