أنثي العنكبوت
قال دويستويفسكي مقولته الشهيره عن قتل
العنكبوت .. وظلت التفسيرات والتحليلات تأتي تباعا في الفلسفه والحب و العلم ...
ولكن تظل الحقيقه الكونية الثابته علميا
... أن التي تبني بيت العنكبوت هي الانثي بتصميم فريد و رائع ومصيده خارقه للحشرات
وذلك لانها تحتوي على مغزل خاص بنهاية بطنها ولا يوجد شبيهه عند الذكور...
والهدف الرئيسي لها هي التزاوج لانها لا
تبدأ ببناء البيت من الأساس الا عند بلوغها سن التزاوج .. والهدف الفرعي هو الغزاء
والتهام الحشرات ...
فيقع الذكر الهائم على نفسه فريسة لذلك الإغراء
والتصميم الخيالى والاحساس الرئع بالأمان...
حتي يحدث التزاوج ...
فتزهب الانثي بعيدا لتضع بيضها في مكان
آمن كليا ...
ويظل الذكر كامنا في بيتها آمنا مطمئنا في
عشها الهندسي الرائع ... يحلم بحياه طويله وسعيده كباقي المخلوقات...
حتي تعود الانثي بعد اطمئنانها على
البيض واطفالها ...
لتقتل الذكر في تراجيديا عالمية قمة في الدهشة
لم يستطيع أحد تفسيرها حتى الان .... الا لكون البيض والاطفال لن ينضجو الا
بالانسجة الموجودة داخل جسد الذكر ...
ولذلك يعتبر بيت العنكبوت مثالا صريحا
بالقران الكريم كأوهن البيوت .. معنويا وحسيا ..
حسيا في كونه ضعيف جدا لا يحمي أصحابه بردا
ولا حرا و لا عدوا ...
و معنويا في كونه مصيدة لاي حشرة تحاول
السكن فيه .. بل والأكثر أن رفيق البيت يأتيه الغدر ويقتل حيث شعر بالأمان ...
ولذلك قال دوستويفسكي : "ماذا لو كان العنكبوت الذي قتلته في غرفتك
يظن طوال حياته انك رفيقه ف السكن ...!!"
ليفتح الباب على فلسفه اجتماعيه و
عاطفية في الخداع .. ان مشاعر الحب والانتماء مؤقته ولابد لها من النهاية القاتله
...
فسبحان القائل في كتابه الكريم :
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ
الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ
الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ)